لوائح الأنشطة الاقتصادية الجوهرية والتدقيق في دولة الإمارات العربية المتحدة: منظور قانوني

September 15, 2025
هل أعجبك المقال؟

مقدمة

في ظلّ تطوّر المشهد التنظيمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، أصبح الامتثال للوائح الأنشطة الاقتصادية الجوهرية (ESR) ضرورةً للشركات العاملة في ولايات قضائية منخفضة الضرائب أو معدومة. صدر هذا الالتزام بقرار مجلس الوزراء رقم 31 لعام 2019، ثم عُدّل لاحقًا، بهدف ربط دولة الإمارات العربية المتحدة ببقية العالم. وحتى مع التغييرات الأخيرة، لم تتغير الحاجة إلى الالتزام بالأنشطة الاقتصادية الجوهرية، وخاصةً للشركات التي كانت تعمل خلال فترة الإبلاغ المحددة للأنشطة الاقتصادية الجوهرية.

السياق القانوني للسجل الاقتصادي والاجتماعي

تُلزم لوائح الأنشطة الاقتصادية الواقعية (ESR) الكيانات الإماراتية التي تُمارس أيًا من "الأنشطة ذات الصلة" المنصوص عليها بالحفاظ على وجود اقتصادي كافٍ داخل الدولة وإثباته، وذلك في ضوء المبادرات العالمية لمكافحة التهرب الضريبي والممارسات الضريبية الضارة. وتشمل هذه الأنشطة، على سبيل المثال لا الحصر، الأنشطة المصرفية، والتأمين، وأعمال الملكية الفكرية، وأنشطة مراكز التوزيع والخدمات، وأعمال الشركات القابضة.

طُبِّقت لائحة الالتزام الضريبي الفعلي في دولة الإمارات العربية المتحدة بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 31 لعام 2019، والذي عُدِّل لاحقًا بقرار مجلس الوزراء رقم 57 لعام 2020، وأُضيف إليه القرار الوزاري رقم 100 لعام 2020 (يُشار إليهما معًا باسم "اللائحة"). ويُطبَّق الامتثال لمعايير الالتزام الضريبي الفعلي بصرامة للسنوات المالية التي تبدأ في 1 يناير 2019 وتنتهي في 31 ديسمبر 2022. ومع ذلك، لا تزال الالتزامات المتبقية قائمة للسنوات السابقة، حيث يُطلب من الجهات الاحتفاظ بالسجلات والوثائق لإثبات الامتثال، حيث تحتفظ الهيئة الاتحادية للضرائب بصلاحيات التدقيق لمدة ست (06) سنوات على الأقل بعد الفترة المعنية.

التدقيق والتقييم بموجب المسؤولية الاجتماعية للشركات

تحت تدقيق صندوق التنمية الاجتماعيةوالتقييم، فإن الهيئة المعينة كهيئة التقييم الوطنية مخولة بما يلي:

  1. إجراء تقييمات للتحقق من مدى استيفاء الكيان لاختبار الجوهر الاقتصادي،
  2. إصدار طلبات للحصول على مزيد من المعلومات،
  3. تقديم إشعارات التدقيق الرسمية عندما يكون ذلك ضروريا.

عند إصدار إشعار تدقيق المسؤولية الاجتماعية للشركات، تكون الكيانات ملزمة قانونًا بالرد خلال الجداول الزمنية المحددة والتي تبلغ عمومًا 05 أيام عمل، وتقديم مجموعة شاملة من المستندات التي تثبت أنشطتها المؤهلة ووجودها الاقتصادي.

في ضوء نظام التدقيق الصارم، يجب على الكيانات ضمان أن وثائقها تدعم بشكل جوهري امتثالها لمعايير المسؤولية الاجتماعية للشركات. فيما يلي الحد الأدنى من المتطلبات الوثائقية استجابةً لإشعار التدقيق:

  1. رخص التجارة واتفاقيات إيجار المكاتب،
  2. مذكرة التأسيس والنظام الأساسي،
  3. عقود الموظفين، والسيرة الذاتية، وبطاقات الهوية الإماراتية، وجداول العمل،
  4. القوائم المالية المدققة وحسابات الإدارة،
  5. الحسابات التفصيلية للدخل المنسوب إلى الأنشطة ذات الصلة،
  6. سجلات الأصول وسجلات الوجود المادي في دولة الإمارات العربية المتحدة،
  7. محاضر اجتماعات مجلس الإدارة وتفاصيل المديرين المقيمين.

ومن المناسب أن تحتفظ الشركات بالسجلات ليس فقط للامتثال المالي ولكن أيضًا لإثبات العناصر النوعية للموضوع، مثل التوجيه والإدارة، وكفاية الموظفين المحليين، والإشراف على الأنشطة المستعانة بمصادر خارجية.

معايير اختبار الجوهر الاقتصادي

وفقًا للمتطلبات القانونية، تجتاز الشركة اختبار الجوهر الاقتصادي إذا كانت تلبي المتطلبات التالية:

  1. المشاركة في نشاط واحد أو أكثر من الأنشطة ذات الصلة.
  2. إدارة وتوجيه الأنشطة ذات الصلة التي تمارس من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة.
  3. ربط توليد الدخل بشكل وثيق بالأنشطة ذات الصلة.
  4. الحفاظ على أعداد كافية من الموظفين والأصول المادية.
  5. تحمل نفقات تشغيلية كافية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة.
  6. الرقابة والسيطرة على الأنشطة الأساسية المولدة للدخل والتي يتم الاستعانة بمصادر خارجية لها.

المسؤوليات القانونية المحتملة لعدم الامتثال لعمليات تدقيق المسؤولية الاجتماعية للشركات

في ظل الإطار التنظيمي الحالي، تُعرّض المؤسسات التي تُخالف لوائح الأنشطة الاقتصادية الواقعية في دولة الإمارات العربية المتحدة لخطر عواقب قانونية مُتعددة. فبالإضافة إلى التبعات المالية والتنظيمية، قد تكون هناك أيضًا تبعات تشغيلية وأخرى تتعلق بالسمعة.

  1. العقوبات المالية
  1. عدم تقديم إشعار السجل التجاري: 20,000 درهم إماراتي لكل سنة تقريرية.
  2. عدم تقديم تقرير المسؤولية الاجتماعية للشركات: 50,000 درهم إماراتي لكل سنة تقريرية.
  3. تقديم معلومات غير صحيحة أو كاذبة: 50.000 درهم إماراتي لكل سنة تقريرية.
  4. عدم اجتياز اختبار الجوهر الاقتصادي: 50 ألف درهم إماراتي للسنة الأولى، ويصل إلى 400 ألف درهم إماراتي في حالة تكرار المخالفات في سنوات متتالية.

تُطبق هذه الغرامات على كل مخالفة ويتم الإخطار بها من قبل الهيئة الاتحادية للضرائب، والتي تعمل كسلطة تقييم وطنية.

  1. العقوبات التنظيمية والإدارية
  1. تعليق أو إلغاء التراخيص التجارية: يجوز للهيئة تعليق أو سحب أو رفض تجديد الترخيص التجاري للشركة في حالة المخالفات المتكررة أو الجسيمة.
  2. خطر إلغاء التسجيل: فقدان الصفة القانونية إذا لم يتم إثبات الامتثال.
  1. عواقب أخرى
  1. الضرر الذي يلحق بالسمعة: يمكن للمخالفات التنظيمية أو العقوبات المعلنة أو الاضطرابات التجارية أن تلحق ضرراً كبيراً بالسمعة التجارية والعلاقات مع أصحاب المصلحة.
  2. إجراءات التنفيذ: قد تواجه الشركات إجراءات قانونية، بما في ذلك المحاكمة والمسؤولية الجنائية المحتملة عن الانتهاكات المستمرة أو المتعمدة لمتطلبات المسؤولية الاجتماعية للشركات، وخاصة إذا تم تقديم معلومات احتيالية في الملفات.

خاتمة

بناءً على ما سبق، يُعدّ الالتزام بإطار المسؤولية الاجتماعية للشركات متطلبًا قانونيًا ذا تداعيات هامة، وليس مجرد إجراء إداري شكلي. ورغم تخفيف بعض متطلبات تقديم التقارير بعد عام ٢٠٢٢، لا يزال يتعين على الكيانات التي عملت أو عملت في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال فترات المسؤولية الاجتماعية للشركات ذات الصلة الحفاظ على امتثال جوهري وقبول طلبات التدقيق الصادرة عن الهيئة الاتحادية للضرائب. وتؤكد العلاقة بين التدقيق والمسؤولية الاجتماعية للشركات على ضرورة وجود ضوابط داخلية قوية، واستشارات قانونية مستمرة، ونهج استباقي للامتثال التنظيمي.

على الكيانات أن تكون على دراية بالتزامات المسؤولية الاجتماعية للشركات القديمة في ضوء أحدث التعديلات. على مر السنين، حافظت الهيئة الاتحادية للضرائب على سلطتها في التدقيق والتنفيذ. لذا، تُعد الضوابط الداخلية والتقييم القانوني والتوثيق الكافي أمرًا بالغ الأهمية.

ابدأ المحادثة
1
مرحبا بك في ام بي جي
كيف يمكننا مساعدك اليوم؟